اللامان في قوله{ ليجعل} وفي قوله{ وليعْلَمَ} متعلقان بفعل{ ينسخ الله} فإن النسخ يقتضي منسوخاً ،وفي{ يجعل} ضميرٌ عائد إلى الله في قوله:{ فينسخ الله} .
والجعل هنا: جَعل نظام ترتب المسببات على أسبابها ،وتكويننِ تفاوت المدارك ومراتب درجاتها .فالمعنى: أنّ الله مكّن الشيطان من ذلك الفعل بأصل فطرته من يوم خلق فيه داعية الإضلال ،ونسخ ما يلقيه الشيطان بواسطة رسُله وآياته ليكون من ذلك فتنة ضلال كفر وهدي إيمان بحسب اختلاف القابليات .فهذا كقوله تعالى:{ قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}[ الحجر: 39 -40] .