/م52
53 - لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ .
فتنة: اختبارا وامتحانا .
مرض: نفاق أو شك أو قلق .
القاسية قلوبهم: الكفار المجاهرون بالكفر .
شقاق بعيد: عداوة شديدة .
لقد أراد الله بحكمته البالغة ،أن يخلق الإنسان وأن ينفخ فيه من روحه ،وأن يعطيه العقل والاختيار والإرادة ،وأن يرسل له الرسل ،وأن ينزل له الكتب ،وأن يحقق له أسباب الهداية والإيمان ،كما أوجد بحكمته وساوس الشياطين وإغراءهم ،ووجودهم في طريق دعوات الرسل والأنبياء ،حتى ينسخ الله كيد الشياطين ،ويحكم آياته ،وتظهر الحقيقة واضحة جلية أمام الأعين ،ويكون دس الشيطان وكيده فتنة وامتحانا ،واختبارا وبلاء للمنافقين الذين في قلوبهم مرض ،وللكافرين الجاحدة قلوبهم والقاسية الغليظة المتكبرة ،مثل قلوب عتاة المشركين كأبي جهل ،أو عتاة اليهود .
وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ .
وإن المنافقين والمشركين لفي عداوة بالغة ،وبعد عن الرشاد والسداد ،وعداء شديد للحق ،فلا تجزع لما يحدث من قومك يا محمد ،فشأنهم معك كشأن سائر الأمم مع الأنبياء والمرسلين قبلك ،والعاقبة للمجاهدين الصابرين .