وقوله:{ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} تنويه ثالث بالقرآن وحجة على التنويه الثاني به الذي هو شهادة كتب الأنبياء له بالصدق ،بأن علماء بني إسرائيل يعلمون ما في القرآن مما يختص بعلمهم ،فباعتبار كون هذه الجملة تنويهاً آخر بالقرآن عطفت على الجملة التي قبلها ولولا ذلك لكان مقتضى كونها حجة على صدق القرآن أن لا تعطف .
وفعل:{ يعلمه} شامل للعلم بصفة القرآن ،أي تحقق صدق الصفات الموصوف بها من جاء به ،وشامل للعلم بما يتضمنه ما في كتبهم .
وضمير{ أن يعلمه} عائد إلى القرآن على تقدير: أن يعلم ذكره .ويجوز أن يعود على الحكم المذكور في قوله:{ وإنه لفي زبر الأولين} .