ظرف{ إذ تقول للمؤمنين} زماني وهو متعلّق « بنصركم » لأنّ الوعد بنصرة الملائكة والمؤمنين كان يوم بدر لا يوم أحُد .هذا قول جمهور المفسّرين .
وخصّ هذا الوقت بالذكر لأنَّه كان وقت ظهور هذه المعجزة ،وهذه النِّعمة ،فكان جديراً بالتذكير والامتنان .
والمعنى: إذ تعِد المؤمنين بإمداد الله بالملائكة ،فما كان قول النَّبيء صلى الله عليه وسلم لهم تلك المقالة إلاّ بوعد أوحاه الله إليه أن يقوله .
والاستفهام في قوله:{ ألن يكفيكم} تقريري ،والتقريري يكثر أن يورد على النَّفي ،كما قدّمنا بيانه عند قوله تعالى:{ ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم} في سورة[ البقرة: 243] .
وإنَّما جيء في النَّفي بحرف لَن الَّذي يفيد تأكيد النَّفي للإشعَار بأنّهم كانوا يوم بدر لقلّتهم ،وضعفهم ،مع كثرة عدوّهم ،وشوكته ،كالآيسين من كفاية هذا المدد من الملائكة ،فأوقع الاستفهام التَّقريري على ذلك ليكون تلقيناً لِمن يخالج نفسَه اليأس من كفاية ذلك العدد من الملائكة ،بأن يصرّح بما في نفسه ،والمقصود من ذلك لازمهُ ،وهذا إثبات أنّ ذلك العدد كاف .