/م121
{ إذ تقول للمؤمنين} قيل:إن هذا متعلق بقوله:{ ولقد نصركم الله ببدر} وقيل إنه خاص بوقعة أُحد التي ورد فيها هذا السياق كقوله:{ إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} متعلق بتبوئ أو بسميع أو بدل من إذ الأولى .والتقدير تبوئهم مقاعد للقتال في الوقت الذي همّ فيه بعضهم بالفشل مع أن الله نصركم ببدر على قلة وذلة- وفي الوقت الذي كنت تقول فيه للمؤمنين{ ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} وهذا هو المختار .والتقدير على الأول:إن الله نصركم ببدر في ذلك الوقت الذي كنت تقول فيه لهم:{ ألن يكفيكم} الخ أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وغيرهما عن الشعبي أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز بن جابر المحاربي يريد أن يمد المشركين فشق ذلك عليهم فأنزل الله{ ألن يكفيكم} الخ فبلغت كرزا الهزيمة فلم يمد المشركين .ورواه ابن جرير عن الشعبي وعن غيره وذكر الخلاف في حصول هذا الإمداد بالفعل ، وأن بعضهم يقول إنه لم يحصل ، وبعضهم قال إنه حصل يوم بدر .ونقل عن بعضهم أن الوعد بالإمداد وإن لم يحصل ببدر عام في كل الحروب ، وأنهم أمدوا في حرب قريظة والنضير والأحزاب ولم يمدوا يوم أُحد لأنهم لم يصبروا ولم يتقوا .
وروي عن الضحاك أن هذا كان موعدا من الله يوم أًُحد عرضه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين إن اتقوا وصبروا أمدهم بخمسة آلاف .وروي نحوه عن ابن زيد قال"قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ينظرون المشركين أليس الله يمدنا كما أمدنا يوم بدر ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ):ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين وإنما أمدكم يوم بدر بألف .