/م121
{ ولقد نصركم الله ببدر} وهو ماء أو بئر بين مكة والمدينة كان لرجل اسمه بدر فسمي باسمه ، ثم أطلق اللفظ على المكان الذي هو فيه .وقد كانت فيه أول غزوة قاتل فيها النبي المشركين في 17 رمضان من السنة الثالثة للهجرة فنصره الله عليهم نصرا مؤزرا{ وأنتم أذلة} أي نصركم في حالة ذلة كنتم فيها على قلتكم- كما يفيده لفظ أذلة ، إذ هو جمع قلة- وقد كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا ، والمراد بكونهم أذلة أنهم لا منعة لهم إذ كانوا قليلي العدة من السلاح والظهر ( أي ما يركب ) والزاد .ولا غضاضة في الذل إلا إذا كان عن قهر من البغاة والظالمين ولم يكن المؤمنون بمقهورين ولا مستذلين من الكافرين ، وإنما كانت قوتهم في أوائل تكونها{ فاتقوا الله لعلكم تشكرون} فإن التقوى هي التي تعدكم للقيام في مقام الشكر على النعم التي يسديكم إياها ، فمن لم يرض نفسه بالتقوى غلب عليه اتباع الهوى فلا يرجى له أن يكون شاكرا بصرف النعمة إلى ما وهبت لأجله من الحكم والمنافع .