قوله تعالى: ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) بدر مكان بين مكة والمدينة تعرف ببئر ماء منسوبة إلى رجل حفرها يقال له بدر .والمعنى أن الله نصر المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه و سلم يوم بدر ،وكان يوم جمعة السابع عشر من شهر رمضان من سنة اثنتين من الهجرة ،وهو يوم الحسم والفرقان ؛إذ أعز الله فيه الإسلام والمسلمين وهزم الشرك والمشركين .
قوله: ( وأنتم أذلة ) جملة اسمية في محل نصب على الحال .وإنما كانوا أذلة ؛لقلة عددهم إذ كانوا ثلاثمائة ،وكان عدوهم يبلغ الألف .يضاف إلى ذلك ضعف الحال وقلة المال والسلاح ،وفي مقابلة ذلك كان المشركون مدججين بالسلاح ومزودين بكل زاد من زاد الدنيا .
قوله: ( فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) يعني اتقوا ربكم بطاعته واجتناب محارمه ونواهيه ،ليكون ذلك منكم شكرا له سبحانه على ما امتن به عليكم من النصر على عدوكم وإظهار دينكم وإعلان شأن الإسلام وعزه مع أنكم كنتم ضعفة تقاتلون عدوا قويا متمكنا متربصا .لا جرم أن ذلك فضل من الله ومنة ،يستوجبان منكم الشكران بالطاعة والانزجار عن المعاصي .