/م121
{ إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} قال ابن جرير:يعني بذلك جل ثناؤه والله سميع عليم حين همت طائفتان منكم أن تفشلا .والهم حديث النفس وتوجهها إلى الشيء والفشل ضعف مع جبن .وقيل إن هذا بدل من قوله:{ وإذ غدوت} وقيل متعلق بتبوئ .أي كان صلى الله عليه وسلم يتخذ المعسكر للمؤمنين وينزل كل طائفة منهم منزلا في وقت همت فيه طائفتان منهم بالفشل افتتانا بكيد المنافقين الذين رجعوا من المعسكر .والطائفتان هما بنو سلمة وبنو حارثة من الأنصار كما تقدم في القصة{ والله وليهما} أي متولي أمورهما لصدق إيمانهما ، لذلك صرف الفشل عنهما وثبتهما فلم يجيبا داعي الضعف الذي ألم بهما عند رجوع نحو ثلث العسكر ، بل تذكروا ولاية الله للمؤمنين فوثقا به توكلا عليه{ وعلى الله فليتوكل المؤمنون} أمثالهم ، لا على حولهم وقوتهم ، ولا أعوانهم وأنصارهم ، وإنما يبذلون حولهم وقوتهم ، ويأخذون أهبتهم وعدتهم ، إقامة لسنن الله تعالى في خلقه إذ جعل الأسباب مفضية إلى المسببات وهو الفاعل المسخر للسبب والمسبب والموفق بينهما فينصر الفئة القليلة على الكثيرة إن شاء كما نصر المؤمنين يوم بدر ولذلك قال:{ ولقد نصركم الله ببدر} .