{ مُنِيبِينَ} حال من ضمير{ فَأقِمْ}[ الروم: 30] للإشارة إلى أن الخطاب الموجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مراد منه نفسه والمؤمنون معه كما تقدم .
والمنيب: الملازم للطاعة .ويظهر أن معنى أناب صار ذا نوبة ،أي ذا رجوع متكرر وأن الهمزة فيه للصيرورة ،والنوبة: حصة من عمل يتوزعه عدد من الناس وأصلها: فَعْلَة بصيغة المرة لأنها مرة من النَّوْب وهو قيام أحد مقام غيره ،ومنه النيابة ،ويقال: تناوبوا عمل كذا .وفي حديث عمر: « كنت أنا وجار لي من الأنصار نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوماً وأنزل يوماً » الحديث ،فإطلاق المنيب على المطيع استعارة لتعهد الطاعة تعهداً متكرراً ،وجعلت تلك الاستعارة كناية عن مواصلة الطاعة وملازمتها قال تعالى:{ إن إبراهيم لحليم أوّاه مُنيب} في سورة هود ( 75 ) .وفسّرت الإنابة أيضاً بالتوبة .وقد قيل: إن ناب مرادف تاب ،وهو المناسب لقوله في الآية الموالية{ دعوا ربهم منيبين إليه}[ الروم: 33] .والأمر الذي في قوله{ واتقوه وأقيموا الصلاة} مستعمل في طلب الدوام .