عقّب التعجيب بقوله{ أولئك الذين لعنهم الله} .وموقع اسم الإشارة هنا في نهاية الرشاقة ،لأنّ من بلغ مِن وصف حاله هذا المبلغ صار كالمشاهد ،فناسب بعد قوله{ ألم ترى} أن يشار إلى هذا الفريق المدّعى أنه مرئيّ ،فيقال: ( أولئك ) .وفي اسم الإشارة تنبيه على أنّ المشار إليهم جديرون بما سيذكر من الحكم لأجل ما تقدّم من أحوالهم .
والصلة التي في قوله{ الذين لعنهم الله} ليس معلوماً للمخاطبين اتّصافُ المخبر عنهم بها اتّصاف من اشتهر بها ؛فالمقصود أنّ هؤلاء هم الذين إن سمعتم بقوم لعنهم الله فهم هم .
ويجوز أن يكون المسلمون قد علموا أنّ اليهود ملعونون ،فالمقصود من الصلة هو ما عطف عليها بقوله{ ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً} .والموصول على كلا الاحتمالين فيه إيماء إلى تعليل الإخبار الضمني عنهم: بأنّهم لا نصير لهم ،لأنّهم لعنهم الله ،والذي يلعنه لا نصير له .وهذا مقابل قوله في شأن المسلمين{ والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليّاً وكفى بالله نصيراً}[ النساء: 45] .