ومعنى{ فمن الله علينا} من علينا بالعفو عنكم فأذهب عنا الحزن ووقانا أن يعذبكم بالنار .فلما كان عذاب الذريات يحزن آباءهم جعلت وقاية الذريات منه بمنزلة وقاية آبائهم فقالوا:{ ووقانا عذاب السموم} إغراقاً في الشكر عنهم وعن ذرياتهم ،أي فمنّ علينا جميعاً ووقانا جميعاً عذاب السموم .
والسَموم بفتح السين ،أصله اسم الريح التي تهبّ من جهة حارّة جداً فتكون جافّة شديدة الحرارة وهي معروفة في بلاد العرب تهلك من يتنشقها .وأطلق هنا على ريح جهنم على سبيل التقريب بالأمر المعروف ،كما أطلقت على العنصر الناري في قوله تعالى:{ والجان خلقناه من قبل من نار السموم} في سورة الحجر ( 27 ) وكل ذلك تقريب بالمألوف .