/م25
المفردات:
فمنّ الله علينا: فتفضل علينا كرما منه .
السموم: النار الشديدة الحرارة ،وسميت سموما لأنها تخترق مسام الجلد .
التفسير:
27-{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} .
فتفضل الله علينا بمنّه ورحمته ،لقد وفقنا للطاعات في الدنيا تفضّل علينا بدخول الجنة ،وحفظنا من عذاب السموم ،وهو عذاب النار الذي يتسلل إلى مسام الجسم .
وهذا اعتراف لله بالفضل والمنة ،حيث وفقهم للعمل الصالح في الدنيا ،وتفضل عليهم بدخول الجنة ،وإبعادهم عن عذاب السموم .
روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لن يدخل الجنة أحد منكم بعمله ".قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟قال:"ولا أنا ،إلا أن يتغمدني الله بفضل رحمته ،فسددوا وقاربوا ،ولا يتمنينّ أحدكم الموت ،إما محسنا فلعله أن يزداد في إحسانه ،وإما مسيئا فلعله أن يستعتب "iii .أي: يتوب إلى الله تعالى ،ويطلب العتبى والمغفرة .
وقد ورد أن عبادة الإنسان كلها في حياته لا تكافئ نعمة واحدة ،كنعمة البصر ،فضلا عن سائر النعم ،وهذا يجعل المسلم يشكر ربه ،ويعترف لله تعالى بفضله ومنته ،وواسع رحمته ،وعميم إحسانه ونعمائه .