و{ سامدون}: من السمود وهو ما في المرء من الإِعجاب بالنفس ،يقال: سمد البعير ،إذا رفع رأسه في سيره ،مُثل به حال المتكبر المعرض عن النصح المعجب بما هو فيه بحال البعير في نشاطه .
وقيل السمود: الغِناء بلغة حِمْير .والمعنى: فرحون بأنفسكم تتغنون بالأغاني لقلة الاكتراث بما تسمعون من القرآن كقوله:{ وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}[ الأنفال: 35] على أحد تفسيرين .
وتقديم المجرور للقصر ،أي هذا الحديث ليس أهلاً لأن تقابلوه بالضحك والاستهزاء والتكذيب ولا لأن لا يتوب سامعه ،أي لو قابلتم بفعلكم كلاماً غيره لكان لكم شبهة في فعلكم ،فأمّا مقابلتكم هذا الحديث بما فعلتم فلا عذر لكم فيها .