اعتراض بين جمل الخطاب موجه إلى السامعين غيرهم فليس في ضمير الغيبة التفات .
والإِشارة بقوله:{ هذا} إلى ما ذكر من أكل الزقوم وشرب الهيم .
والنُزلُ بضم النون وضم الزاي وسُكونَها ما يُقدم للضيف من طعام .وهو هنا تشبيه تهكّمي كالاستعارة التهكمية في قول عمرو بن كلثوم:
نزلتم منزل الأضياف منا *** فعجَّلنا القِرى أن تشتمونا
قرينانكم فعجلنا قراكــم *** قبيل الصبح مرداة طحونا
وقول أبي الشّعر الضبيّ ،واسمه موسى بن سحيم:
وكنا إذا الجبّار بالجيش ضَافنا *** جعلنا القَنا والمُرهفات له نُزْلا
و{ يوم الدين} يوم الجزاء ،أي هذا جزاؤهم على أعمالهم نظير قوله آنفاً{ جزاء بما كانوا يعملون}[ الواقعة: 24] .وجعل يوم الدين وقتاً لنزلهم مؤذن بأن ذلك الذي عبر عنه بالنزل جزاء على أعمالهم .وهذا تجريد للتشبيه التهكمي وهو قرينة على التهكم كقول عمرو بن كلثوم: « مرداةً طحونا » .