وقع في هذه الآية{ فبدل الذين ظلموا منهم} ولم يقع لفظ{ منهم} في سورة البقرة ،ووجه زيادتها هنا التصريحُ بأن تبديل القول لم يصدر من جميعهم ،وأجمل ذلك في سورة البقرة لأن آية البقرة لما سيقت مساق التوبيخ ناسب إرهابهم بما يوهم أن الذين فعلوا ذلك هم جميع القوم ،لأن تبعات بعض القبيلة تحمل على جماعتها .
وقدم في سورة البقرة ( 58 ) قوله:{ وادخلوا الباب سجداً} على قوله:{ وقولوا حطة}[ البقرة: 58] وعُكس هنا وهو اختلاف في الإخبار لمجرد التفنن ،فإن كلا القولين واقع قُدّم أو أُخّر .
وذكر في البقرة ( 58 ):{ وكلوا منها حيث شئتم رَغَداً} ولم يذكر وصف رغداً هنا ،وإنما حكي في سورة البقرة ،لأن زيادة المنة أدخل في تقوية التوبيخ .
وجملة{ سنزيد المحسنين} مستأنفة استئنافاً بيانياً لأن قوله:{ تُغفرْ لكم} في مقام الامتنان بإعطاء نعم كثيرة مما يثير سؤال سائِل يقول: وهل الغفران هو قصارىَ جزائِهم ؟فأجيب بأن بعده زيادة الأجر على الإحسان ،أي على الامتثال .
وفي نظير هذه الآية من سورة البقرة ( 58 ) ذكرت جملة{ وسنزيد المحسنين} معطوفة بالواو على تقدير: قلنا لهم ذلك وقلنا لهم سنزيد المحسنين ،فالواو هنالك لحكاية الأقوال ،فهي من الحكاية لا من المحكي أي قلنا وقلنا سنزيد .
وقرأ نافع ،وأبو جعفر ،ويعقوب{ تُغفر} بمثناة فوقية مبنياً للمجهول ،و{ خطيئاتُكم} بصيغة جمع السلامة للمؤنث وقرأه ابن كثير ،وعاصم ،وحمزة ،والكسائي ،وخلف:{ نَغْفر} بالنون مبنياً للفاعل و{ خطيئاتِكم} بصيغة جمع المؤنث السالم أيضاً وقرأه أبو عمرو{ نغفر} بالنون و{ خطاياكم} بصيغة جمع التكسير ،مثل آية البقرة ،وقرأ ابن عامر:{ تُغفر} بالفوقية وخطيئتكم بالإفراد .
والاختلاف بينها وبين آية البقرة في قراءة نافع ومن وافقه: تفنن في حكاية القصة .