/م161
ولكن لم يغتنم الظالمون من بني إسرائيل هذه الفرصة فحسب ،بل بدّلوا أمر الله ،وقالوا خلاف ما أمروا أن يقولوه: ( فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم ) .
وفي المآل نزل عليهم بسبب هذا الطغيان والظلم للنفس وللآخرين عذاب من السماء ( فأرسلنا عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يظلمون ) .
/خ162
ما هي «حطّة » وماذا تعني ؟
الجدير بالذِكر أن بني إسرائيل كانوا مكلَّفين بأن يطهروا قلوبهم وأرواحهم عند دخولهم بيت المقدس من أدران الذنوب بتوبة خالصة وواقعية تتلخص في كلمة «حطّة » وأن يطلبوا من الله المغفرة لكل تلك الجرائم التي ارتكبوها ،وبخاصّة ما آذوا به نبيّهم العظيم موسى بن عمران قبل ورودهم بيت المقدس .
وكلمة «حطّة » التي كانتفي الحقيقةشعارهم عند دخولهم بيت المقدس ،هي صورة اختصارية لعبارة «مسألتنا حطّة » يعني نطلب منك يا ربّ أن تحطّ عنّا ذنوبنا بإنزال شآبيب الرحمة والعفو علينا ،لأنّ «حطّة » معناها إنزال الشيء من علو وهذا الشعار شأنه شأن جميع الشعارات الأُخرى لا يكفي فيه أن يكون مجرّد لقلقة لسان ،بل يجب أن يكون اللسان ترجمان الروح ومرآة الوجدان ،ولكنّهمكما سيأتي في الآية اللاحقةمسخوا كثيراً من تلك الشعارات حتى هذا الشعار التربوي ،وجعلوه وسيلة للّهو والاستهزاء والسخرية .