والضمير المجرور باللام في{ لهم نَصراً} عائد إلى المشركين ،لأن المجرور باللام بعد فعل الاستطاعة ونحوه هو الذي لأجله يقع الفعل مثل{ لا يَمْلكون لكم رزقاً}[ العنكبوت: 17] .
وجملة:{ ولا يستطيعون لهم نصراً} عطف على جملة:{ مالا يخلق شيئاً} فتكون صلة ثانية .
والقول في الفعلين من{ لا يستطيعون ولا أنفسهم ينصرون} كالقول في{ ما لاَ يَخلق شيئاً} .
وتقديم المفعول في{ ولا أنفسهم ينصرون} للاهتمام بنفي هذا النصر عنهم ،لأنه أدل على عجز تلك الآلهة لأن من يقصّر في نصر غيره لا يقصِّر في نصر نفسه لو قدر .
والمعنى: أن الأصنام لا ينصرون من يعبدونهم إذا احتاجوا لنصرهم ولا ينصرون أنفسهم إن رام أحد الاعتداء عليها .
والظاهر أن تخصيص النصر من بين الأعمال التي يتخيلون أن تقوم بها الأصنام مقصود منه تنبيه المشركين على انتفاء مقدرة الأصنام على نفعهم ،إذ كان النصر أشد مرغوب لهم ،لأن العرب كانوا أهل غارات وقتال وتراث ،فالانتصار من أهم الأمور لديهم قال تعالى:{ واتخذوا من دون الله آلهةً لعلهم ينصرون ،لا يستطيعون نصرهم}[ يس: 74 ،75] وقال تعالى:{ واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً كلا سيكفرون بعبادتهم}[ مريم: 81 ،82] ،قال أبو سفيان يوم أُحد « أعْلُ هبل » وقال أيضاً «لنا العُزى ولا عُزى لكم وأن الله أعلم المسلمين بذلك تعريضاً بالبشارة بأن المشركين سيُغلبون قال{ قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد}[ آل عمران: 12] وأنهم سيمحقون الأصنام ولا يستطيع أحد الذب عنها .