والقول الذي نادى به هو تذكير قومِه بمعتقدهم فيه فإنهم كانوا يعتبرون مَلك مصر إلها لأن الكهنة يخبرونهم بأنه ابن ( آمون رَعْ ) الذي يجعلونه إلها ومَظهَره الشمس .
وصيغة الحصر في{ أنا ربكم} لردّ دعوة موسى .
وقوله:{ فقال أنا ربكم الأعلى} بدل من جملة{ فنادى} بدلاً مطابقاً بإعادة حرف العطف ،وهو الفاء لأن البدل قد يقترن بمثل العامل في المبدَل منه لقصد التأكيد كما في قوله تعالى:{ ومن النخل من طلعها قنوان دانية} وتقدم في سورة الأنعام ( 99 ) .
ويجوز أن تكون جملة:{ فقال أنا ربكم} عطفاً على جملة{ يسعى} على أن يكون فرعون أمر بهذا القول في أنحاء مملكته ،وليس قاصراً على إعلانه في الحشر الذين حشرهم حول قصره .
فوصف نفسه بالرب الأعلى لأنه ابن ( أمون رَعْ ) وهوالرّب الأعلى ،فابنه هو القائم بوصفه ،أو لأنه كان في عصر اعتقاده: أن فرعون رب الأرباب المتعددة عندهم فصفة{ الأعلى} صفة كاشفة .