{ فقال أنا ربكم الأعلى} أي على كل من يلي أمركم وفي ( التنوير ) أي أنا ربكم ورب أصنامكم الأعلى فلا تتركوا عبادتها .
قال القاضي:وقد كان الأليق به بعد ظهور خزيه عند انقلاب العصا حية أن لا يقول هذا القول لأن عند ظهور الذلة والعجز كيف يليق أن تقول{ أنا ربكم الأعلى} ؟ فدلت هذه الآية على أنه في ذلك الوقت صار كالمعتوه الذي لا يدري ما يقول انتهى .
وهذا على أنه أراد بالرب الخالق والموجد ،والظاهر أن مراده ذو السلطان الأعلى والنفوذ الأقوى ،وأنه الذي يستأهل الطاعة دون غيره ولا يخفى ما فيه من جحود قدرة الله تعالى التي هي فوق قدرته والكفر بآية موسى والصد عن دعوته ولذا أخذ أشد الأخذ فإنه لم يزل في دعوته حتى تبع موسى وقومه إلى البحر الأحمر عند خروجهم من مصر فأغرقه الله تعالى في البحر وهو معنى قوله تعالى:{ فأخذه الله نكال الآخرة والأولى}