وقوبلت بالجنة دار النعيم واسم الجنة علم بالغلبة على دار النعيم ،و{ أزلفت} قربت ،والزلفى: القرب ،أي قربت الجنة من أهلها ،أي جعلت بقرب من محشرهم بحيث لا تَعَب عليهم في الوصول إليها وذلك كرامة لهم .
واعلم أن تقديم المسند إليه في الجمل الثِنْتي عشرة المفتتحات بكلمة{ إذا} من قوله:{ إذا الشمس كورت} إلى هنا ،والإِخْبار عنه بالمسند الفعلي مع إمكان أن يقال: إذا كورت الشمس وإذا انكدرت النجوم ،وهكذا كما قال:{ فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان}[ الرحمن: 37] أن ذلك التقديم لإفادة الاهتمام بتلك الأخبار المجعولة علامات ليوم البعث توسلاً بالاهتمام بأشراطه إلى الاهتمام به وتحقيق وقوعه .
وإن إطالة ذكر تلك الجمل تشويق للجواب الواقع بعدها بقوله:{ علمت نفس ما أحضرت} .