والتجنب: التباعد ،وأصله تفعل لتكلف الكيْنونة بجانببٍ من شيء .
والجانب: المكان الذي هو طَرَف لغيره ،وتكلفُ الكينونة به كناية عن طلب البعد أي بمكان بعيد منه ،أي يتباعد عن الذكرى الأشقَى .
والتعريف في{ الأشقى} تعريف الجنس ،أي الأشقَونْ .
و{ الأشقى}: هو الشديد الشقوة ،والشقوة والشقاء في لسان الشرع الحالة الناشئة في الآخرة عن الكفر من حالة الإهانة والتعذيب ،وعندنا أن من علِمَ إلى موته مؤمناً فليس بشقي .
فالأشقى: هو الكافر لأنه أشدّ الناس شقاء في الآخرة لخلوده في النار .
وتعريف{ الأشقى} تعريف الجنس ،فيشمل جميع المشركين .ومن المفسرين من حمله على العهد فقال: أريد به الوليد بن المغيرة ،أو عتبة بن ربيعة .
ووصْفُ{ الأشقى} ب{ الذي يصلى النار الكبرى} لأن إطلاق{ الأشقى} في هذه الآية في صدر مدة البعثة المحمدية فكان فيه من الإِبهام ما يحتاج إلى البيان فأتبع بوصف يبيّنه في الجملة ما نزل من القرآن من قبل هذه الآية .
ومقابلة{ من يخشى} ب{ الأشقى} تؤذن بأن{ الأشقى} من شأنه أن لا يخشى فهو سادر في غروره منغمس في لهوه فلا يتطلب لنفسه تخلصاً من شقائه .