وفعل{ ذكر اسم ربه} يجوز أن يكون من الذّكر اللساني الذي هو بكسر الذال فيكون كلمة{ اسم ربه} مراداً بها ذكر أسماء الله بالتعظم مثل قول لا إله إلا الله ،وقول الله أكبر ،وسبحان الله ،ونحو ذلك على ما تقدم في قوله:{ سبح اسم ربك الأعلى}[ الأعلى: 1] .
ويجوز أن يكون من الذُّكر بضم الذال وهو حضور الشيء في النفس الذاكرة والمفكرة فتكون كلمة{ اسم} مقحمة لتدل على شأن الله وصفات عظمته فإن أسماء الله أوصاف كمال .
وتفريع{ فصلى} على{ ذكر اسم ربه} على كلا الوجهين لأن الذكر بمعنييه يبعث الذاكر على تعظيم الله تعالى والتقرب إليه بالصلاة التي هي خضوع وثناء .
وقد رتبت هذه الخصال الثلاث على الآية على ترتيب تولدها .فأصلها: إزالة الخباثة النفسية من عقائد باطلة وحديث النفس بالمضمرات الفاسدة وهو المشار إليه بقوله:{ تزكى} ،ثم استحضارُ معرفة الله بصفات كماله وحكمته ليخافه ويرجوه وهو المشار بقوله:{ وذكر اسم ربه} ثم الإِقبالُ على طاعته وعبادته وهو المشار إليه بقوله:{ فصلى} والصلاةُ تشير إلى العبادة وهي في ذاتها طاعة وامتثال يأتي بعده ما يشرع من الأعمال قال تعالى:{ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللَّه أكبر}[ العنكبوت: 45] .