لا ريب أن الأيام التي أوقع الله سبحانه فيها العقوبة بأعدائه وأعداء رسله كانت أياما نحسات عليهم ؛ لأن النحس أصابهم فيها ، وإن كانت أيام خير لأوليائه المؤمنين ، فهي نحس على المكذبين ، سعد المؤمنين .
وهذا كيوم القيامة ، فإنه عسير على الكافرين ، يوم نحس لهم ، يسير على المؤمنين ، يوم سعد لهم .
قال مجاهد:أيام نحسات مشائيم ، وقال الضحاك:معناه شديد ، ( أي شديد البرد ) ، حتى كان البرد عذابا لهم .
قال أبو علي:وأنشد الأصمعي في النحس بمعنى البرد:
كأن سلافة عرضت بنحس *** يحيل شفيفها الماء الزلالا
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:{ نحسات} متتابعات .
وكذلك قوله:{ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر} [ القمر:19] .
وكان اليوم نحسا عليهم لإرسال العذاب عليهم فيه ، أي لا يقلع عنهم ، كما تقلع مصائب الدنيا التي تأتي وتذهب ، بل هذا النحس دائم على هؤلاء المكذبين للرسل آخر شهر ، وأن هذا اليوم نحس أبدا ، فقد غلط وأخطأ فهم القرآن ، فان اليوم المذكور بحسب ما يقع فيه ، وكم لله من نعمة على أوليائه في هذا اليوم ، وان كان له فيه بلايا ونقم على أعدائه ، كما يقع ذلك في غيره من الأيام ، فسعود الأيام ونحوسها:إنما هو لسعود الأعمال ، وموافقتها لمرضاة الرب ، ونحوس الأعمال:إنما هو مخالفتها لما جاءت به الرسل . واليوم الواحد يكون يوم سعد لطائفة ، ونحس لطائفه ، كما كان يوم بدر يوم سعد للمؤمنين ، ويوم نحس على الكافرين .