/م13
المفردات:
ريحا صرصرا: شديد الحرارة مع صوت مزعج .
نحسات: مشئومات عليهم لأنهم عذبوا فيها .
التفسير:
16-{فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون} .
أرسلنا عليهم ريحا مدوّية مهلكة شديدة الحرارة ،أو شديدة البرودة ،في أيام مشئومات لأنهم عذبوا فيها ،فاليوم الواحد يوصف بالنحس والسعد بالنسبة إلى شخصه ،فيقال له يوم سعد بالنسبة لمن تناله النعماء ،ويقال له يوم نحس بالنظر لمن تصيبه الضرّاء .
قال السدى:{ريحا صرصرا} . مصوّتة ،من صرّ يصرُّ ،إذا صوت ،وروى أنها كانت تحمل العير بأثقالها وأحمالها فترميها بالبحر .
{لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ...} .
أردنا أن نذلّهم ونخزيهم بعذاب أليم لأجسامهم ،وهوان شديد لنفوسهم ،حيث قطعت الريح رءوسهم ،وتركتهم صرعى وهلكى ،كالنخلة التي قُطعت ساقها ،وترك جذرها عديم الفائدة .
قال تعالى:{وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية* فهل ترى لهم من باقية} . ( الحاقة: 6-8 ) .
{ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون} .
وهناك عذاب في الآخرة أشد خزيا وهوانا ،حيث لا يجدون أحدا ينصرهم من دون الله ،وذلك بسبب تجبّرهم وتكبّرهم بالباطل ،وعتوّهم وأنَفَتهم من سماع نصيحة رسولهم .
قال تعالى على لسان رسولهم هود عليه السلام:{أتبنون بكل ريع آية تعبثون* وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * وإذا بطشتم بطشتم جبارين * فاتقوا الله وأطيعون} .( الشعراء: 128-131 ) .
/خ18