/م13
المفردات:
فاستكبروا: تعظموا وتعالوا ،وقالوا: من أشدّ منّا قوة ؟
بغير الحق: ادعوا أنهم أقوياء ،قادرون على صدّ أي عذاب يأتيهم مهما كان مصدره .
يجحدون: ينكرون مع علمهم أنه الحق .
التفسير:
15-{فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون} .
كانت عاد في نعمة وعافية ،أجسامهم قوية ،وأَنْعُم الله عليهم متوالية ،وجاء إليهم هود عليه السلام يقدّم إليهم نصيحته ،ويدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى والاستقامة على منهجه ،فرفضوا الإيمان ،واستهزأوا بالإنذار والوعيد ،وطغوا وبغوا وتمرّدوا على هدى السماء ،وقالوا لرسولهم: لا أحد أقوى منّا حتى يقهرنا ،ونحن قادرون على دفع ما ينزل بنا من عذاب .
{أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون} .
أو لم ينظروا إلى قدرة الإله القادر ،الذي خلق السماء والأرض وما بينهما في ستة أيام ،وهو على كل شيء قدير ،أمره بين الكاف والنون ،وهو فعال لما يريد ،لا ملجأ ولا مهرب منه إلاّ إليه .
قال تعالى:{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} . ( يس: 82 ) .
لقد قاسوا قوتهم إلى قوة الخالق ،وشتان بين قوة المخلوق وقوة الخالق ،قوة المخلوق محدودة وقوة الخالق لا حدود لها ،ولا شيء يعجزه سبحانه ،ومع ذلك فهو عادل في عقابه .
قال تعالى:{إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} . ( يونس: 44 ) .
وقوله عز شأنه:{وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ،وما لهم من دونه من وال} . ( الرعد:11 ) .
لقد كانوا يعرفون صدق الرسالة ،وصدق الرسول ،وصدق المعجزات ،ولكنهم جحدوا الرسالة كما يجحد المودَع إليه الوديعة .
{وكانوا بآياتنا يجحدون} .أي: ينكرون المعجزات والأدلة الدامغة التي هي حجة عليهم ،ويعصون الرسول .
/خ18