{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً} وهي الريح الشديدة السموم أو الشديدة البرد أو الشديدة الصوت ،{فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ} أي حاملة للتشاؤم ،لما تحتويه من قسوة في حركة الزمن ،كما في أيّام فصل الشتاء التي تنذر بالعواصف ،بحيث تكون الريح الباردة أو العاصفة من نتائج هذه الأيام في موقعها الفصلي من السنة على حسب الأوضاع الطبيعية .
إشكالية السعد والنحس في الزمن
ليس من الضروري أن يعني ذلك وجود شؤم يتصل باليوم ذاته ،ليكون لدينا أيّام سعدٍ وأيّام نحس ،كما هو المشهور بين الناس ،وكما هو المأثور في بعض الروايات ،فإن الزمن واحد لا فرق في طبيعته من حيث خصائصه الذاتية ،ولكنّ الله قد يتعبد خلقه بالاحتفال بيوم ،كيوم العيد لمناسبةٍ معينةٍ ،وقد يتعبدهم بالتعامل مع يوم آخر بطريقةٍ أخرى ،ليست بهذه المثابة من الاهتمام ..
وقد جاءت أحاديث كثيرة في رفض التطيّر والتشاؤم ،توحي بأن الذي يتمرد عليها قد يحصل على خلاف ما يخافه الناس منها ،جزاءً له على رفضه لهذا المنطق الشائع ،وربّما كان أبلغ دليل على بطلان ذلك هذه الأيام الباردة الشديدة البرد أو ما يشابه ذلك .
{لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْي فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} حيث يحيط بهم العار من جميع جوانبهم حتى يموتوا في وحوله وقذارته ،{وَلَعَذَابُ الآخرةِ أَخْزَى} من عذاب الدنيا ،لأنه يمثل المصير الأسود القاسي الذي ينتهي إليه الإنسان المستكبر ،{وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ} لأن الأمر يوم القيامة لله فلا أمر مع أمره .