قد قيل:إن الضمير في «جعلناه » عائد إلى الأمر .
وقيل:إلى الكتاب ، وقيل:إلى الإيمان .
والصواب:أنه عائد إلى «الروح » أي جعلنا ذلك الروح الذي أوحيناه إليك نورا . فسماه «روحا » لما يحصل به من الحياة الطيبة ، والعلم والقوة .
وجعله «نورا » لما يحصل به الإشراق والإضاءة ، وهما متلازمان . فحيث وجدت هذه الحياة بهذا الروح وجدت الإضاءة والاستنارة ، وحيث وجدت الاستنارة والإضاءة وجدت الحياة .
فمن لم يقبل هذا الروح فهو ميت مظلم ، كما أن من فارق بدنه روح الحياة فهو هالك مضمحل .
فلهذا يضرب سبحانه وتعالى المثلين المائي والناري لما يحصل بالماء من الحياة ، وبالنار من الإشراق والنور ، كما ضرب ذلك في أول سورة البقرة .