كل منهما إذا أفرد تضمن الآخر ، فكل إثم عدوان ، إذ هو فعل ما نهى الله عنه ، أو ترك ما أمر الله به ، فهو عدوان على أمره ونهيه ، وكل عدوان إثم . فإنه يأثم به صاحبه ، ولكن عند اقترانهما فهما شيئان ، بحسب متعلقهما .
فالإثم:ما كان محرم الجنس ، كالكذب والزنا ، وشرب الخمر ، ونحو ذلك .
والعدوان:ما كان محرم القدر والزيادة . فالعدوان تعدى ما أبيح منه إلى القدر المحرم ، كالاعتداء في أخذ الحق ممن هو عليه ، إما بأن يتعدى على ماله ، أو بدنه ، أو عرضه . فإذا غصبه خشبة لم يرض عوضها إلا داره . وإذا أتلف عليه شيئا أتلف عليه أضعافه . وإذا قال فيه كلمة قال فيه أضعافها ، فهذا كله عدوان وتعد للعدل .