تفسير قول الله تعالى ذكره:{ وأما بنعمة ربك فحدث} [ الضحى:11] .
في هذا التحديث قولان:
أحدهما:أنه ذكر النعمة والإخبار بها . وقول العبد:أنعم الله علي بكذا وكذا .
قال مقاتل:يعني أشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة من الإيواء مع اليتم ، والهدى تعد الضلال ، والإغناء تعد العيلة .
والتحدث بنعمة الله شكر . كما في حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا:«من صنع إليه معروف فليجز به ، فإن لم يجد ما يجزي به فليُثْن عليه . فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره ، وإن كتمه فقد كفره ، ومن تحلى بما لم يُعْطَ ، كان كلابس ثوبي زور » .
فذكر أقسام الخلق الثلاثة:شاكر النعمة المثنى بها ، والجاحد لها ، والكاتم لها ، والمظهر أنه من أهلها وليس من أهلها . فهو متحل بما لم يفعله .
وفي أثر آخر مرفوع:«من لم يشكر القليل لم يشكر ، الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ، والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركه كفر . والجماعة رحمة ، والفرقة عذاب » . والقول الثاني:أن التحدث بالنعمة المأمور به في هذه الآية:هو الدعوة إلى الله ، وتبليغ رسالته ، وتعليم الأمة . قال مجاهد:هي النبوة .
قال الزجاج:أي بلغ ما أرسلت به ، وحدث بالنبوة التي آتاك الله .
وقال الكلبي:هو القرآن ، أمره أن يقرأه على الناس .
والصواب:أنه يعم النوعين ، إذ كل منهما نعمة مأمور بشكرها ، والتحدث بها . وإظهارها من شكرها .