{ يؤمنون} يصدقون أو يخشون الغيب ، أصل الإيمان التصديق{ وما أنت بمؤمن لنا} [ يوسف:17] أو الأمان ، فالمؤمن يؤمن نفسه بإيمانه من العذاب ، والله تعالى مؤمن لأوليائه من عذابه ، أو الطمأنينة ، فالمصدق بالخبر مطمئن إليه ، ويطلق الإيمان على اجتناب الكبائر ، وعلى كل خصلة من الفرائض ، وعلى كل طاعة .{ بالغيب} بالله ، أو ما جاء من عند الله ، أو القرآن ، أو البعث والجنة والنار ، أو الوحي .{ ويقيمون} يديمون ، كل شيء راتب قائم ، وفاعله يقيم ، ومنه فلان يقيم أرزاق الجند ، أو يعبدون الله بها ، إقامتها:أداؤها بفروضها ، أو إتمام ركوعها وسجودها وتلاوتها وخشوعها"ع "، سُمي ذلك إقامة لها من تقويم الشيء ، قام بالأمر أحكمه ، وحافظ عليه ، أو سمى فعلها إقامة لها لاشتمالها على القيام .{ رزقناهم} أصل الرزق الحظ ، فكان ما جعله حظاً من عطائه رزقاً .{ ينفقون} وأصل الإنفاق الإخراج ، نفقت الدابة خرجت روحها ، والمراد الزكاة"ع "، أو نفقة الأهل ، أو التطوع بالنفقة فيما يقرب إلى الله تعالى . نزلت هاتان الآيتان في مؤمني العرب خاصة ، واللتان بعدهما في أهل الكتاب"ع "، أو نزلت الأربع في مؤمني أهل الكتاب ، أو نزلت الأربع في جميع المؤمنين ، فتكون الأربع في المؤمنين ، وآيتان بعدهن في الكافرين ، وثلاث عشرة في المنافقين .