تفسير الألفاظ:
{يعمر مساجد الله} أي يعمرها .يقال عمر المكان يعمره ،أي عمره بمعنى سكنه وجعله أنيسا .
تفسير المعاني:
لا ينبغي للمشركين أن يعمروا مساجد الله وهم يشهدون على أنفسهم بالكفر بإظهارهم الشرك .أولئك بطلت أعمالهم وبعد موتهم يخلدون في النار .نقول: إن قوله تعالى:{أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ..} الآية ،يشير إلى أن الإيمان قول وعمل لا قول فحسب .فمن ادعى الإيمان ابتلاه الله بالعمل ،فإن قام بما يجب عليه منه ،عد مؤمنا حقا وكوفئ على ذلك بالتمكين له في الأرض والتوفيق للعروج إلى منازل علوية لا تعد مراتب الدنيا بجانبها شيئا ،وإلا اعتراه عدم التوفيق وساورته الشرور من كل مكان حتى يلتفت إلى نقصه فيكمله .وإذا كان معيار الإيمان العمل فأين من الإسلام أمم تشيع بينها المنكرات ولا تبدي رغبة في إزالتها ؟