يقول تعالى مسليا رسوله صلى الله عليه وسلم في حزنه على المشركين ، لتركهم الإيمان وبعدهم عنه ، كما قال تعالى:( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) [ فاطر:8] ، وقال ) ولا تحزن عليهم ) [ النحل:127] ، وقال ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ) [ الشعراء:3]
باخع:أي مهلك نفسك بحزنك عليهم ؛ ولهذا قال ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ) يعني القرآن ) أسفا ) يقول:لا تهلك نفسك أسفا .
قال قتادة:قاتل نفسك غضبا وحزنا عليهم . وقال مجاهد:جزعا . والمعنى متقارب ، أي:لا تأسف عليهم ، بل أبلغهم رسالة الله ، فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات .