ثم قال بعد هذه الأوصاف الجميلة جزاء له على ذلك:( وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) أي:له الأمان في هذه الثلاثة الأحوال .
وقال سفيان بن عيينة:أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن:يوم يولد ، فيرى نفسه خارجا مما كان فيه ، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم ، ويوم يبعث ، فيرى نفسه في محشر عظيم . قال:فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه ، ( وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) رواه ابن جرير عن أحمد بن منصور المروزي عن صدقة بن الفضل عنه .
وقال عبد الرزاق:أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله:( جبارا عصيا ) ، قال:كان ابن المسيب يذكر ، قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما من أحد يلقى الله يوم القيامة إلا ذا ذنب ، إلا يحيى بن زكريا ". قال قتادة:ما أذنب ولا هم بامرأة . مرسل
وقال محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، حدثني ابن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب ، إلا ما كان من يحيى بن زكريا "ابن إسحاق هذا مدلس ، وقد عنعن هذا الحديث ، فالله أعلم .
وقال الإمام أحمد:حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، أخبرنا علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ ، أو هم بخطيئة ، ليس يحيى بن زكريا ، وما ينبغي لأحد أن يقول:أنا خير من يونس بن متى "
وهذا أيضا ضعيف ; لأن علي بن زيد بن جدعان له منكرات كثيرة ، والله أعلم .
وقال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة:أن حسنا قال:إن يحيى وعيسى ، عليهما السلام ، التقيا ، فقال له عيسى:استغفر لي ، أنت خير مني ، فقال له الآخر:استغفر لي فأنت خير مني . فقال له عيسى:أنت خير مني ، سلمت على نفسي ، وسلم الله عليك ، فعرف والله فضلهما .