فذلك قول الله:( ورفعناه مكانا عليا ) .
هذا من أخبار كعب الأحبار الإسرائيليات ، وفي بعضه نكارة ، والله أعلم .
وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر ، عن ابن عباس:أنه سأل كعبا ، فذكر نحو ما تقدم ، غير أنه قال لذلك الملك:هل لك أن تسأله - يعني:ملك الموت - كم بقي من أجلي لكي أزداد من العمل ، وذكر باقيه . وفيه:أنه لما سأله عما بقي من أجله ، قال:لا أدري حتى أنظر ، ثم نظر ، قال:إنك تسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين ، فنظر الملك تحت جناحه إلىإدريس ، فإذا هو قد قبض ، عليه السلام ، وهو لا يشعر به .
ثم رواه من وجه آخر عن ابن عباس:أن إدريس كان خياطا ، فكان لا يغرز إبرة إلا قال:"سبحان الله "، فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل عملا منه . وذكر بقيته كالذي قبله ، أو نحوه .
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله:( ورفعناه مكانا عليا ) قال:إدريس رفع ولم يمت ، كما رفع عيسى .
وقال سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد:( ورفعناه مكانا عليا ) قال:رفع إلى السماء الرابعة .
وقال العوفي عن ابن عباس:( ورفعناه مكانا عليا ) قال:رفع إلى السماء السادسة فمات بها . وهكذا قال الضحاك بن مزاحم .
وقال الحسن ، وغيره ، في قوله:( ورفعناه مكانا عليا ) قال:الجنة .