ثمّ تشير الآية إلى مقامه العالي وتقول: ( ورفعناه مكاناً علياً ) .وهناك بحث بين المفسّرين في أن المراد هل هو عظمة مقام إِدريس المعنوية ،أم الارتفاع المكاني بين المفسّرين في أنّ المراد هل هو عظمة مقام إِدريس المعنوية ،أم الارتفاع المكاني الحسي ؟فالبعض اعتبر ذلككما ذهبنا إِليهإِشارة إلى المقامات المعنوية والدرجات الروحية لهذا النّبي الكبير ،والبعض الآخر يعتقد أن الله سبحانه قد رفع إِدريس كالمسيح إلى السماء ،واعتبروا التعبير ب ( مكان عليّ ) إِشارة إلى هذا .
إِلاّ أنّ إِطلاق كلمة المكان على المقامات المعنوية أمر متداول وطبيعي ،فنحن نرى في الآية ( 77 ) من سورة يوسف أنّ يوسف قد قال لإِخوته العاصين: ( أنتم شرّ مكاناً ) .
وعلى كل حال ،فإنّ إِدريس واحد من أنبياء الله المكرمين ،وسيأتي شرح حاله في البحوث القادمة إِن شاء الله تعالى .
/خ60