أخبر تعالى أنه يبتلي عباده [ المؤمنين] أي:يختبرهم ويمتحنهم ، كما قال تعالى:( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) [ محمد:31] فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ، كما قال تعالى:( فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ) [ النحل:112] فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ; ولهذا قال:لباس الجوع والخوف . وقال هاهنا ( بشيء من الخوف والجوع ) أي:بقليل من ذلك ( ونقص من الأموال ) أي:ذهاب بعضها ) والأنفس ) كموت الأصحاب والأقارب والأحباب ) والثمرات ) أي:لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها . كما قال بعض السلف:فكانت بعض النخيل لا تثمر غير واحدة . وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله به عباده ، فمن صبر أثابه [ الله] ومن قنط أحل [ الله] به عقابه .
ولهذا قال:( وبشر الصابرين )
وقد حكى بعض المفسرين أن المراد من الخوف هاهنا:خوف الله ، وبالجوع:صيام رمضان ، ونقص الأموال:الزكاة ، والأنفس:الأمراض ، والثمرات:الأولاد .
وفي هذا نظر ، والله أعلم .