وقوله:( وهدوا إلى الطيب من القول ) كقوله ( وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام ) [ إبراهيم:23] ، وقوله:( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب . سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) [ الرعد:23 ، 24] ، وقوله:( لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما ) [ الواقعة:25 ، 26] ، فهدوا إلى المكان الذي يسمعون فيه الكلام الطيب ، ( ويلقون فيها تحية وسلاما ) [ الفرقان:75] ، لا كما يهان أهل النار بالكلام الذي يروعون به ويقرعون به ، يقال لهم:( وذوقوا عذاب الحريق )
وقوله:( وهدوا إلى صراط الحميد ) أي:إلى المكان الذي يحمدون فيه ربهم ، على ما أحسن إليهم وأنعم به وأسداه إليهم ، كما جاء في الصحيح:"إنهم يلهمون التسبيح والتحميد ، كما يلهمون النفس ".
وقد قال بعض المفسرين في قوله:( وهدوا إلى الطيب من القول ) أي:القرآن . وقيل:لا إله إلا الله . وقيل:الأذكار المشروعة ، ( وهدوا إلى صراط الحميد ) أي:الطريق المستقيم في الدنيا . وكل هذا لا ينافي ما ذكرناه ، والله أعلم .