( بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) بإيماني بربي وتصديقي المرسلين .
ومقصوده أنهم لو اطلعوا على ما حصل من هذا الثواب والجزاء والنعيم المقيم ، لقادهم ذلك إلى اتباع الرسل ، فرحمه الله ورضي عنه ، فلقد كان حريصا على هداية قومه .
قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عبيد الله ، حدثنا ابن جابر - وهو محمد - عن عبد الملك - يعني:ابن عمير - قال:قال عروة بن مسعود الثقفي للنبي صلى الله عليه وسلم:ابعثني إلى قومي أدعهم إلى الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني أخاف أن يقتلوك ". فقال:لو وجدوني نائما ما أيقظوني . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"انطلق ". فانطلق فمر على اللات والعزى ، فقال:لأصبحنك غدا بما يسوءك . فغضبت ثقيف ، فقال:يا معشر ثقيف ، إن اللات لا لات ، وإن العزى لا عزى ، أسلموا تسلموا . يا معشر الأحلاف ، إن العزى لا عزى ، وإن اللات لا لات ، أسلموا تسلموا . قال ذلك ثلاث مرات ، فرماه رجل فأصاب أكحله فقتله ، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"هذا مثله كمثل صاحب يس ، ( قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )
وقال محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم:أنه حدث عن كعب الأحبار:أنه ذكر له حبيب بن زيد بن عاصم - أخو بني مازن بن النجار - الذي كان مسيلمة الكذاب قطعه باليمامة ، حين جعل يسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يقول:أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ فيقول:نعم . ثم يقول:أتشهد أني رسول الله ؟ فيقول:لا أسمع . فيقول له مسيلمة:أتسمع هذا ولا تسمع ذاك ؟ فيقول:نعم . فجعل يقطعه عضوا عضوا ، كلما سأله لم يزده على ذلك حتى مات في يديه . فقال كعب حين قيل له:اسمه حبيب ، وكان والله صاحب يس اسمه حبيب .