( ولقد يسرنا القرآن للذكر ) أي:سهلنا لفظه ، ويسرنا معناه لمن أراده ، ليتذكر الناس . كما قال:( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) ، وقال تعالى:( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ) [ مريم:97] .
قال مجاهد:( ولقد يسرنا القرآن للذكر ) يعني:هونا قراءته .
وقال السدي:يسرنا تلاوته على الألسن .
وقال الضحاك عن ابن عباس:لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله ، عز وجل .
قلت:ومن تيسيره تعالى ، على الناس تلاوة القرآن ما تقدم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ". وأوردنا الحديث بطرقه وألفاظه بما أغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة .
وقوله:( فهل من مدكر ) أي:فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يسر الله حفظه ومعناه ؟
وقال محمد بن كعب القرظي:فهل من منزجر عن المعاصي ؟
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا الحسن بن رافع ، حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر - هو الوراق - في قوله تعالى:( فهل من مدكر ) هل من طالب علم فيعان عليه ؟
وكذا علقه البخاري بصيغة الجزم ، عن مطر الوراق و [ كذا] رواه ابن جرير ، وروي عن قتادة مثله .