/م9
المفردات:
يسرنا: سهلنا .
للذكر: للعظة والاعتبار .
التفسير:
17-{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} .
أنزلناه كتابا عربيا مبينا ،مشتملا على ألوان المعارف والقصص ،والأمثال والحكم والتشريع ،وبيان عجائب الكون ،وأخبار القيامة والبعث والحشر والنشر ،ويسّرٍَنا تلاوته وقراءته ،وحفظه وفهمه والاتعاظ به .
فهل من معتبر بهذا الكتاب متأمل فيه ،متعظ بما فيه من المواعظ والأخبار ،مسارع إلى التأمل في فهمه ،والاستعانة بالله على حفظه .
قال الخازن في تفسيره:
وفيه الحث على تعليم القرآن والاشتغال به ،لأنّه قد يسره الله ،وسهله على من يشاء من عباده ،بحيث يسهل حفظه للصغير والكبير ،والعربي والعجمي .
قال سعيد بن جبير:
يسرنا للحفظ والقراءة ،وليس من كتب الله تعالى يقرأ كله ظاهرا إلا القرآن .انتهى من تفسير الخازن .
أمل ورجاء
ألا ليت أمتنا تتواصى بتعليم أبنائها وبناتها ورجالها ونسائها ،وشبابها وفتياتها هذا الكتاب ،دراسة وحفظا ،وتجويدا وتلاوة ،لمعرفة أحكامه وآدابه ،والاهتداء بهديه ومواعظه ،وتنفيذ أوامره ونواهيه ،ليكون حياة لأرواحنا ،وقوة لأفئدتنا ،ونورا لنفوسنا ،وبعثا لأمتنا ،حتى نعتصم به ونعمل به كما عمل السابقون ،فعزُّوا وسادوا ،وقد أصاب أمتنا التدهور والاضمحلال بسبب بعدها عن كتاب الله ،وهو مصدر عزِّها ،بل هو الروح والحياة الكريمة لها .
قال تعالى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} .( الشورى: 52-53 ) .