وقوله:( إن ربك لبالمرصاد ) قال ابن عباس:يسمع ويرى . يعني:يرصد خلقه فيما يعملون ، ويجازي كلا بسعيه في الدنيا والأخرى ، وسيعرض الخلائق كلهم عليه ، فيحكم فيهم بعدله ، ويقابل كلا بما يستحقه . وهو المنزه عن الظلم والجور .
وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثا غريبا جدا - وفي إسناده نظر وفي صحته - فقال:حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثنا يونس الحذاء ، عن أبي حمزة البيساني ، عن معاذ بن جبل قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"يا معاذ ، إن المؤمن لدى الحق أسير . يا معاذ ، إن المؤمن لا يسكن روعه ولا يأمن اضطرابه حتى يخلف جسر جهنم خلف ظهره . يا معاذ ، إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من شهواته ، وعن أن يهلك فيها هو بإذن الله ، - عز وجل - فالقرآن دليله ، والخوف محجته ، والشوق مطيته ، والصلاة كهفه ، والصوم جنته ، والصدقة فكاكه ، والصدق أميره ، والحياء وزيره ، وربه ، - عز وجل - من وراء ذلك كله بالمرصاد ".
قال ابن أبي حاتم:يونس الحذاء وأبو حمزة مجهولان ، وأبو حمزة عن معاذ مرسل . ولو كان عن أبي حمزة لكان حسنا . أي:لو كان من كلامه لكان حسنا . ثم قال ابن أبي حاتم:
حدثنا أبي ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن صفوان بن عمرو ، عن أيفع بن عبد الكلاعي:أنه سمعه وهو يعظ الناس يقول:إن لجهنم سبع قناطر - قال:والصراط عليهن ، قال:فيحبس الخلائق عند القنطرة الأولى ، فيقول:( وقفوهم إنهم مسئولون ) [ الصافات:24] ، قال:فيحاسبون على الصلاة ويسألون عنها ، قال:فيهلك فيها من هلك ، وينجو من نجا ، فإذا بلغوا القنطرة الثانية حوسبوا على الأمانة كيف أدوها ، وكيف خانوها ؟ قال:فيهلك من هلك وينجو من نجا . فإذا بلغوا القنطرة الثالثة سئلوا عن الرحم كيف وصلوها وكيف قطعوها ؟ قال:فيهلك من هلك وينجو من نجا . قال:والرحم يومئذ متدلية إلى الهوي في جهنم تقول:اللهم من وصلني فصله ، ومن قطعني فاقطعه . قال:وهي التي يقول الله - عز وجل -:( إن ربك لبالمرصاد ) .
هكذا أورد هذا الأثر ولم يذكر تمامه.