{لَبِالْمِرْصَادِ}: المرصاد: الطريق ،المكان الذي يرصد منه ويرقب .
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} فهو المهيمن على الواقع كله ،وعلى الأمر كله ،والراصد لكل أعمال الطغاة وأوضاعهم .وستبقى مسألة الطغيان تفرض نفسها على الواقع المتجدد ،وستبقى إرادة الله تلاحق كل الطغاة لتنزل عليهم العذاب بشكلٍ مباشرٍ ،في ما يخلقه الله من وسائل العذاب ،أو بشكلٍ غير مباشرٍ ،في ما يتحرك به المستضعفون بوسائلهم الخاصة ،ليعملوا على القضاء عليهم أو إضعافهم .
وهكذا يقف الدعاة إلى الله ،والمستضعفون في الأرض ،لينفتحوا على الأمل الكبير ،عندما تضيق بهم الحياة ،وتشتد عليهم الضغوط ،وتزحف نوازع اليأس إلى حياتهم ،فإذا بالله في قدرته ورصده وإشرافه على أوضاع عباده ،يوحي لهم بمتابعة طريق الدعوة والجهاد في سبيله والأخذ بأسباب الحرية ،ليقول لهم: إني معكم ،وليقول كل واحد لصاحبه:{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [ التوبة:40] فيزدادون قوّةً وثباتاً واندفاعاً في حركة الصراع .