{ وَبَرَزُوا} أي:الخلائق{ لِلَّهِ جَمِيعًا} حين ينفخ في الصور فيخرجون من الأجداث إلى ربهم فيقفون في أرض مستوية قاع صفصف، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، ويبرزون له لا يخفى [عليه] منهم خافية، فإذا برزوا صاروا يتحاجون، وكل يدفع عن نفسه، ويدافع ما يقدر عليه، ولكن أني لهم ذلك؟
فيقول{ الضُّعَفَاءُ} أي:التابعون والمقلدون{ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} وهم:المتبوعون الذين هم قادة في الضلال:{ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} أي:في الدنيا، أمرتمونا بالضلال، وزينتموه لنا فأغويتمونا،{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} أي:ولو مثقال ذرة،{ قَالُوا} أي:المتبوعون والرؤساء{ أغويناكم كما غوينا} و{ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} فلا يغني أحد أحدا،{ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا} من العذاب{ أَمْ صَبَرْنَا} عليه،{ مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} أي:من ملجأ نلجأ إليه، ولا مهرب لنا من عذاب الله.