ولما ذكر مسارعتهم إلى الخيرات وسبقهم إليها، ربما وهم واهم أن المطلوب منهم ومن غيرهم أمر غير مقدور أو متعسر، أخبر تعالى أنه لا يكلف{ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} أي:بقدر ما تسعه، ويفضل من قوتها عنه، ليس مما يستوعب قوتها، رحمة منه وحكمة، لتيسير طريق الوصول إليه، ولتعمر جادة السالكين في كل وقت إليه.{ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ} وهو الكتاب الأول، الذي فيه كل شيء، وهو يطابق كل واقع يكون، فلذلك كان حقا،{ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} أي لا ينقص من إحسانهم، ولا يزداد في عقوبتهم وعصيانهم.