ذكر تعالى حال الناس، عند ركوبهم البحر، وغشيان الأمواج كالظلفوقهم، أنهم يخلصون الدعاء [للّه]والعبادة:{ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ} انقسموا فريقين:
فرقة مقتصدة، أي:لم تقم بشكر اللّه على وجه الكمال، بل هم مذنبون ظالمون لأنفسهم.
وفرقة كافرة بنعمة اللّه، جاحدة لها، ولهذا قال:{ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ}أي غدار، ومن غدره، أنه عاهد ربه، لئن أنجيتنا من البحر وشدته، لنكونن من الشاكرين، فغدر ولم يف بذلك،{ كَفُور} بنعم اللّه. فهل يليق بمن نجاهم اللّه من هذه الشدة، إلا القيام التام بشكر نعم اللّه؟