{ وَإِذَا غَشِيَهُم} أي علاهم وأحاط بهم{ مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ} أي كالسحب والحجب{ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} أي التجؤوا إليه تعالى وحده ،لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد ،بما دهاهم من الضر{ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ} قال ابن كثير:قال مجاهد:أي كافر .كأنه فسر ( المقتصد ) ها هنا بالجاحد كما قال تعالى{[6102]}:{ فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} وقال ابن زيد:هو المتوسط في العمل .وهذا الذي قاله ابن زيد هو المراد في قوله{[6103]} تعالى:{ فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد} الآية ،فالمقتصد ها هنا هو المتوسط في العمل ،ويحتمل أن يكون مرادا هنا أيضا ،ويكون من باب الإنكار على من شاهد تلك الأهوال والأمور العظام ،والآيات الباهرات في البحر .ثم من بعد ما أنعم الله عليه بالخلاص ،كان ينبغي أن يقابل ذلك بالعمل التام ،والدؤوب في العبادة ،والمبادرة إلى الخيرات .فمن اقتصد بعد ذلك ،كان مقصرا والحالة هذه .والله أعلم .انتهى .{ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ} أي غدار ،ناقض للعهد الفطري ولعقد العزيمة وقت الهول البحري{ كَفُورٍ} أي مبالغ في كفران نعمه تعالى .لا يقضي حقوقها ،ولا يستعملها في محابه .