{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ} وذلك بخلق مادتكم وأبيكم آدم عليه السلام.{ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} أي:ضرب لمدة إقامتكم في هذه الدار أجلا، تتمتعون به وتمتحنون، وتبتلون بما يرسل إليكم به رسله.{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} ويعمركم ما يتذكر فيه من تذكر.{ وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ} وهي:الدار الآخرة، التي ينتقل العباد إليها من هذه الدار، فيجازيهم بأعمالهم من خير وشر.{ ثُمَّ} مع هذا البيان التام وقطع الحجة{ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} أي:تشكون في وعد الله ووعيده، ووقوع الجزاء يوم القيامة. وذكر الله الظلمات بالجمع، لكثرة موادها وتنوع طرقها. ووحد النور لكون الصراط الموصلة إلى الله واحدة لا تعدد فيها،، وهي:الصراط المتضمنة للعلم بالحق والعمل به، كما قال تعالى:{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}