وقوله:( هو الذي خلقكم من طين ) يعني:أباهم آدم الذي هو أصلهم ومنه خرجوا ، فانتشروا في المشارق والمغارب .
وقوله:( ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ) قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس:( ثم قضى أجلا ) يعني:الموت ( وأجل مسمى عنده ) يعني:الآخرة .
وهكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والضحاك وزيد بن أسلم وعطية والسدي ومقاتل بن حيان ، وغيرهم .
وقول الحسن - في رواية عنه:( ثم قضى أجلا ) قال:ما بين أن يخلق إلى أن يموت ( وأجل مسمى عنده ) ما بين أن يموت إلى أن يبعث - هو يرجع إلى ما تقدم ، وهو تقدير الأجل الخاص ، وهو عمر كل إنسان ، وتقدير الأجل العام ، وهو عمر الدنيا بكمالها ثم انتهائها وانقضائها وزوالها ، [ وانتقالها] والمصير إلى الدار الآخرة .
وعن ابن عباس ومجاهد:( ثم قضى أجلا ) يعني:مدة الدنيا ( وأجل مسمى عنده ) يعني:عمر الإنسان إلى حين موته ، وكأنه مأخوذ من قوله تعالى بعد هذا:( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم [ يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم] ) الآية [ الأنعام:60] .
وقال عطية ، عن ابن عباس ( ثم قضى أجلا ) يعني:النوم ، يقبض فيه الروح ، ثم يرجع إلى صاحبه عند اليقظة ( وأجل مسمى عنده ) يعني:أجل موت الإنسان ، وهذا قول غريب .
ومعنى قوله:( عنده ) أي:لا يعلمه إلا هو ، كقوله تعالى:( إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ) [ الأعراف:187] ، وكقوله ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها ) [ النازعات:42 - 44] .
وقوله:( ثم أنتم تمترون ) قال السدي وغيره:يعني تشكون في أمر الساعة .