(أولئك مأواهم النار) ، يقول جل ثناؤه:هؤلاء الذين هذه صفتهم، (مأواهم ) ، مصيرهم إلى النار نار جهنم في الآخرة (3)، (بما كانوا يكسبون) ، في الدنيا من الآثام والأجْرام، ويجْترحون من السيئات. (4)
* * *
والعرب تقول:"فلان لا يرجو فلانًا ":إذا كان لا يخافه.
ومنه قول الله جل ثناؤه:مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا. [سورة نوح:13]، (5) ومنه قول أبي ذؤيب:
إِذَا لَسَـعَتْهُ النَّحْـلُ لَـمْ يُـرْج لَسْـعَهَا
وَخَالَفهَـا فِـي بَيْـتِ نُـوب عَوَاسِـلِ (6)
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
17553- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(واطمأنوا بها) ، قال:هو مثل قوله:مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا.
17554- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:(إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها)، قال:هو مثل قوله:مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا[سورة هود:15].
17555- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
17556- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:قوله (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون)، قال:إذا شئتَ رأيتَ صاحب دُنْيا، لها يفرح، ولها يحزن، ولها يسخط، ولها يرضى.
17557- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها)، الآية كلها، قال:هؤلاء أهل الكفر. ثم قال:(أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون).
----------------------
الهوامش:
(3) انظر تفسير "المأوى "فيما سلف 14:425 ، تعليق:6 ، والمراجع هناك .
(4) انظر تفسير "الكسب "فيما سلف من فهارس اللغة ( كسب ) .
(5) انظر تفسير "الرجاء"فيما سلف من فهارس اللغة (كسب).
(6) مضى البيت وتخريجه وشرحه فيما سلف 9:174 .