القول في تأويل قوله تعالى:لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ (22)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:حقا أن هؤلاء القوم الذين هذه صفتهم في الدنيا وفي الآخرة هم الأخسرون الذين قد باعوا منازلهم من الجنان بمنازل أهل الجنة من النار ; وذلك هو الخسران المبين.
* * *
وقد بينا فيما مضى أن معنى قولهم:"جَرمتُ"، كسبت الذنب و "جرمته "، (7) وأن العرب كثر استعمالها إياه في مواضع الأيمان، (8) وفي مواضع "لا بد "كقولهم:"لا جرم أنك ذاهب "، بمعنى:"لا بد "، حتى استعملوا ذلك في مواضع التحقيق ، فقالوا:"لا جَرَم لتقومن "، بمعنى:حَقًّا لتقومن. (9) فمعنى الكلام:لا منع عن أنهم، ولا صدّ عن أنهم.
------------------
الهوامش:
(7) انظر ما سلف 9:483 - 485 / 10:95 ، وكان في المطبوعة:"جرمت "، "أجرمته "بالألف ، والصواب ما في المخطوطة ، وهو مطابق لما في معاني القرآن .
(8) انظر ما سلف 9:483 ، ولكني لم أجد هناك هذا التفصيل الذي ذكره بعد ، ولا أظنه مر شيء منه ، إلا أن يكون فاتني تقييده . وأخشى أن يكون سهوًا من أبي جعفر .
(9) انظر معاني القرآن للفراء في تفسير هذه الآية ، وهذا بعض كلامه .